وثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين خلال شهر تشرين الأول 2017، وقوع 14 انتهاكاً ضد الإعلام في سوريا، وذلك بارتفاع ملحوظ عما شهده شهر أيلول الماضي من انتهاكات (خمس انتهاكات)، فقد كانت التفجيرات التي شنها تنظيم الدولة “داعش” شمال شرق سوريا، والاستهداف المباشر للإعلاميين من قبل النظام السوري وحلفائه عبر القصف المتكرر على الغوطة الشرقية بريف دمشق، بالإضافة للتضييق المستمر الذي تمارسه مختلف الأطراف المتصارعة على الحريات الإعلامية، أسباباً رئيسية في صعود الخط البياني للانتهاكات.
وقد توزعت المسؤولية عن ارتكاب الانتهاكات على مختلف الجهات الفاعلة على الأرض السورية، حيث تصدرت “هيئة تحرير الشام” هذه الجهات بمسؤوليتها عن ارتكاب 5 انتهاكات، وارتكب تنظيم الدولة 4 انتهاكات، بينما كانت قوات “الإدارة الذاتية” المعلنة من قبل “حزب الاتحاد الديمقراطي” pyd والنظام السوري مسؤولان عن ارتكاب انتهاكين لكل منهما، في حين لم يتم التعرف إلى الجهة المسؤولة عن الانتهاك المتبقي.
وكان من أبرز ما وثقه المركز حلال شهر تشرين الأول مقتل ثلاثة إعلاميين، وإصابة 6 آخرين بجروح مختلفة بعضها خطير، ولأول مرة منذ شهر كانون الثاني 2016 يوثق المركز مقتل إعلامية في سوريا، فقد قتلت الإعلامية “دليشان إيبش” مع زميلها “هوكر فيصل محمد”، جراء التفجير الذي نفذه تنظيم الدولة “داعش” أثناء تغطيتهم لوصول آلاف النازحين القادمين من مناطق سيطرة التنظيم بدير الزور إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف الحسكة الجنوبي، وبمقتل الإعلامية “دليشان إيبش” يكون عدد الإعلاميات اللواتي لقين مصرعهن في سوريا قد ارتفع منذ انطلاق الثورة 2011، إلى 7 إعلاميات.
كما قتل الإعلامي “قيس القاضي” جراء القصف المدفعي من قبل قوات النظام على الغوطة الشرقية أثناء تغطيته للأحداث، ليرتفع بذلك عدد الإعلاميين الذين وثق المركز مقتلهم منذ انطلاق الثورة منتصف آذار 2011 إلى 419 إعلامياً.
وإلى جانب 9 انتهاكات شهد شهر تشرين الأول 5 حالات من المنع التعسفي والحرمان من التغطية الصحفية، فقد منعت عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام الإعلاميين “بلال بيوش” و “أحمد خوجة” و”عبد قنطار” و”عبد الرزاق الماضي” و”محمد العبد الله” في محافظة إدلب، من التغطية والتصوير بحجة عدم حيازتهم لإذن أو تصريح بالتصوير والعمل الإعلامي صادر عن الهيئة.
جغرافياً شهدت محافظة إدلب وقوع 5 انتهاكات، بينما شهدت محافظات الحسكة وحلب وقوع 3 انتهاكات في كل منهما، ومع استمرار حملة القصف العنيف التي تشنها قوات النظام السوري وحلفائه على محافظة ريف دمشق، فقد شهدت المحافظة وقوع انتهاكين، في حين وقع انتهاك واحد في محافظة درعا، جراء الاشتباكات الدائرة بين تنظيم الدولة وقوات الجيش السوري الحر.
وأخيراً خلال الشهر الفائت تم الإفراج عن الناشط الإعلامي “إبراهيم علي السليمان”، وذلك بعد مرور 25 يوماً على احتجازه من قبل قوات الـ”أسايش” التابعة “للإدارة الذاتية” في الحسكة.